من فترة كنت كتبت بوست عن الاستثمار في نفسك كفنان، وازاي توسّع مصادر دخلك. حرجعه تاني في الكومنتات لأنه مرتبط بشكل مباشر باللي هقوله دلوقتي، لكن خلوني أشارك معاكم التجربة العملية اللي حاولت أطبق فيها الكلام ده.
السؤال اللي كان دايمًا بيدور في بالي هو:
ليه الفنانين في الخارج – من أول المغمور للمشهور – حريصين يشاركوا في كل الفعاليات والمعارض اللي ليها علاقة بالرسم، سواء كانت عن الكوميكس أو الأنمي أو الألعاب؟
مع إنهم غالبًا عندهم مصادر دخل أكتر منا، سواء من سعر الصفحة أو من حقوق النشر أو من مشاريع أطفال وغيرها.
والإجابة كانت ببساطة:
نفس السبب اللي بيخلينا إحنا كمان ندور على توسيع مصادر الدخل، والوصول لشريحة أكبر من الناس.
من سنة بدأت أتابع كل المعارض والمهرجانات اللي بتحصل في مصر أو المنطقة. والمفاجأة كانت إن عدد الفعاليات دي قليل جدًا مقارنة باللي بيحصل بره، والدعاية ليها كمان أضعف.
وقتها خدت القرار إني أشارك في كل الفعاليات اللي أقدر عليها. مكنتش مجهز حاجة مخصوص، لكن جمعت شغلي، عملت بوسترات، استيكرات، نسخ مطبوعة من شغل الكومكس… وشاركت.
أول مرة كانت في الإمارات، وبعدها بدأت التجربة في مصر. والنتيجة؟
الموضوع يستاهل جدًا، ماديًا ونفسيًا.
ولو كانت الفعاليات أكتر، كانت النتايج هتبقى أعظم.
اللي عايز أقوله:
نفسنا نشارك كلنا، بس بكوميكس حقيقي، مش كوسيلة لبيع البوسترات فقط.
وسألت دايمًا المشاركين عن انطباعهم، وكلهم متحمسين رغم تعب التحضير والطباعة والوقوف أيام المعرض.
أنا مؤمن إننا محتاجين نشجع بعض نشارك في الفعاليات دي، ونحاول نخليها تكتر وتكبر.
كل حدث شاركت فيه كان قائم على حماس شخص مؤمن بالفكرة:
شناوي في كايرو كومكس، عبد الخالق في الإسكندرية، إسلام ريشة في إيجي كون، ويوحنا وفريق ستوديو سمكة في أنيماتسك.
فرصة أشكرهم فعلًا، لأنهم بدأوا حاجة صعبه بس تحولت لشى عظيم.
ونفسي أشوف فعاليات أكتر، خصوصًا في أفكار تانية زي اللي ناقشتها مع مصطفى هويدي عن تنظيم حدث مخصص لأدب الطفل، يضم ورش رسم، كتب، معارض لفنانين.
ونفسي كمان أشوف الفعاليات دي بتتوزع على محافظات أكتر.
إحنا بلد بـ120 مليون، طبيعي تكون البدايات صعبة، لكن اللي أنا مؤمن بيه إننا نقدر نخلق فرص حقيقية لو كملنا واشتغلنا على تنفيذها بشكل محترف.
وبالمناسبة، عندي حلم شخصي من زمان:
ليه مايبقاش فيه جناح أو فعالية للفنانين والمبدعين ضمن معرض القاهرة الدولي للكتاب؟
المعرض بيستقبل آلاف الزوار يوميًا، وتخيلوا قد إيه ده ممكن يكون فرصة عظيمة للفنانين لعرض شغلهم، بيع كتبهم المصورة أو حتى ورش صغيرة للأطفال والشباب.
معلش لو الأفكار طالعة مشتتة، بس كل اللي عايز أوصله إن في مسؤولية وفرص ممكن نخلقها بإيدينا، وده بيبدأ بخطوة صغيرة واستمرار حقيقي.